أبحث عن التحقيق الذى يهمك

الثلاثاء، 6 مارس 2012

التعليم فى قرية الحيبة يلفظ أنفاسه الأخيرة

كثرة التلاميذ فى الفصول وتكرسها تؤثر على التحصيل العلمى
المعلمين : المناهج مكدسة ونطالب بتنقيتها وتبسيطها
أولياء الأمور : غياب الرقابة  سبب إهمال المدرسين بالقرى
الطلبة : نلجأ إلى الكتب الخارجية لأن أسئلة الأمتحان تأتى منها
التوزيع الجغرافى للمدرسيين وكثافة الفصول سبب إنهيار التعليم
تحقيق / شاهندة شلقامى 
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت  فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
نعيش أزمة ضمير والمجتمع المصرى بدأ يعانى من ذلك بشدة فى مناحى عديدة ، فالتعليم يرفع بيوتا والجهل يهدمها ، وكاد المعلم أن يكون رسولاً .. فالتعليم هو أساس نهضة الأمم ، وللأسف الشديد أصبح الآن فى غرفة الإنعاش لأسباب عديدة منها المعلم والمناهج والمبانى والإهمال وغياب الرقابة والضمير .. فمتى نفيق من هذه الغيبوبة الطويلة ؟!
وللتعرف على هذه الأسباب كان لنا هذا التحقيق من داخل إحدى القرى المنسية من طريق خدمات المحافظة ..
سبب المشكلة
فى البداية يقول جمال محمد إبراهيم ولى أمر تلميذ فى الصف الثانى الإبتدائى إن الإهمال فى المدارس سببه المدرسين ، إما المدن فيوجد فيها الرقابة لذلك نجد المدن الآن تفوقت فى التعليم عن القرى لأسباب رئيسية هى المدرس ، ولأسباب ثانوية هى الإمكانيات والرقابة على نمو الطالب فكرياً وصحياً منها :
حصة الدين وحصة الألعاب التى أنتهت فى بعض المدارس بالقرى لعدم وجود ملاعب وإمكانيات ، كذلك حصص الرسم والتدبير المنزلى والحاسب الآلى والمعامل والمكتبة والموسيقى ألخ .., كل ذلك أثر بشكل مباشر على وجود فروق فى المستوى التعليمى للتلاميذ والطلبة بين القرية والمدينة ، وخاصة إذا كانت قرى منسية مثل قرية الحيبة وهناك قرى كثيرة تعانى من نفس المشكلة !!
دور الأسرة والدروس الخصوصية
يتفق كلا من أحمد عطا وتوفيق إبراهيم ، وهما من أولياء الأمور أن غياب الضمير عن بعض المدرسين وإنشغال أولياء الأمور عن متابعة أولادهم هما سببين رئيسيين فى ضعف المستوى التعليمى فى مصر،  وأصبح القادرين وحدهم اللذين تتم متابعتهم عن  طريق الدروس الخصوصية ، فمرحلة التعليم الأساسى هى مرحلة بناء وتحتاج متابعة من الأسرة والمدرسة والمدرس فهذا الثلاثى هام جدا كى ننهض بهذه الدولة التى أصبحت فى مهب الريح بعد هذه الموجات المتتالية من العنف والبلطجة والسرقة والقتال والسلب والنهب وقطع الطرق باسم ثورة يناير ، والثورة منهم بريئة ، وأولادنا الصغار هم قادة المستقبل .
مناهج مكدسة ومعقدة
تشير بثينة طه ربة منزل إلى إن المشكلة تتلخص فى هذه المناهج المكدسة التى تحتاج إلى حفظ ، والتلاميذ والطلبة أصبحوا كالمثل القائل كالحمار يحمل اسفاراً ،  فهم يرددون ولا يفهمون المعنى ،  واعتمدوا على الحفظ فقط ، وشجعهم على ذلك المدرسين وطريقة المناهج والكتاب المدرس والخارجى أيضا ، فلابد من إعادة نظر فى هذه المناهج ، ولابد من الجلوس على مائدة البحث لبحث المشكلة من جذورها وتصحيح مسار العملية التعليمية , فالتلميذ والطلبة الآن يعتمدون بشكل كبير على الغش فى الأمتحان ، فنجد بعض الطلبة والتلاميذ لا يجيدون القراءة والكتابة حتى مراحل متقدمة من التعليم إلا مارحم ربى ، ولدى بنت فى الصف الأول الابتدائى لولا مذاكرة شقيقتها لها فى البيت ماعرفت شئ ، فالرقابة غائبة تماماً فى مدارس الأرياف ، وأصبحت فى حالة يرسى لها بعد إن كانت القرية منبع العمالقة فى شتى المجالات .
حصة الألعاب والمدارس
ويوضح الطالب محمود توفيق بالصف الأول الإعدادى إننى اعتمد على كتب المدرسة ، وأذهب لأخذ دروس خصوصية لكى يزداد فهمى لأن هناك مدرسين جيدين ومدرسين غير جيدين ، وبالنسبة لحصة الألعاب فهى غير موجودة إطلاقاً ، ويتفق معه محمد خالد ـ رابعة ابتدائى ــ  وأضاف إنه لا يوجد مدرس أأ؟أأأألعاب أصلاً فى المدرسة الخاصة بى ، ويشير إنه وزملاءه يأخذون دروساً خصوصية وخاصة فى مادة الإنجليزى لانهم لا يفهمون شيئا فى المدرسة .
حصة الإبداع فى طى النسيان
وتؤكد الطالبتان ألفت وسارة بالإعدادية إننا لا نأخذ حصة التدبير المنزلى ، ولا الألعاب والرسم  (إلا كل حين ومين ) ،  ويوضحان إن الرسم المفروض أنه لا يضاف على المجموع لأنه موهبة ، والموهبة ليست متساوية عند الجميع ، وليس كل التلاميذ لديهم مواهب ، ويوضحان أنهن يأخذون دروساً خاصة فى الإنجليزى والرياضة نظراً لعدم الاهتمام بتدريسهم فى المدرسة ، ونعتمد على الملخصات فى الإنجليزى لأن به كلمات وترجمة وقواعد مبسطة والأسئلة كثيرة ومتنوعة .
(النظافة من الإيمان )
ويبين التلاميذ هشام مصطفى ومحمود طه بالابتدائية إننا نذهب للمدرسة لنقوم بنظافة المدرسة فقط على الرغم من وجود فراشين وعمال نظافة ، وأشارا إلى أنهم ينظفون الفصول من عقاب السجائر التى يشربها المدرسين داخل الفصول ، وينضم اليهم مؤيدين هذا الكلام ياسمين ويوسف محمد تلميذين بالابتدائية قائلين إننا نذهب لتنظيم الفصول ومسح دورات المياه ، ولا نأخذ دروس ، ولايوجد اهتمام بنا .. لذا نلجا إلى الدروس الخصوصية .
مناهج بعيدة عن الواقع
ويقول محمد على مدرس رياضيات بالإعدادية إن المناهج  بعيدة جدا عن الواقع ، وأحياناً تكون أكبر من مستوى التلميذ وخاصة مواد الرياضيات والدراسات مما يمثل عبء على المدرس ، والطالب يترك  كتب المدرسة ويتجه إلى الكتب الخارجية لأن الأمتحانات نفسها تأتى من الملخصات ، وعن دور المدرس يقول إن الدور الأكبر يقع على الأسرة ، والإهمال فى الريف بسبب الجهل لدرجة أن بعد الآباء والأمهات لا يعرفون الصف الدراسى للابنة أو الابن .. فكيف يتابعونه .
ويضيف بعض المدرسين بمدرسة الحيبة الابتدائية إن التعليم أصبح ضعيفاً جداً بسبب المناهج المكدسة والتى لا تساير الواقع ، وإن التعليم مهمل فى الريف بسبب ظروف المعيشة والبيئة وعدم وعى أولياء الأمور وخاصة بعد أن تم منع التأديب فى المدرسة بالعصا ، فكثرة التلاميذ وتكدس الفصول يسبب ضعف العملية التعليمية وضعف التحصيل عند التلاميذ  .
ضياع حقوق المدرسين
ويضيف سعيد أحمد مدرس إن التعليم ليس فى مستواه وذلك بعد ضياع حقوق المدرس والعاملين بالمدارس وسوء التوزيع الجغرافى للمدرسين ، مما أدى لوجود مدرسين يضطروا لركوب ثلاث مواصلات يومياً ، فماذا يعطى للطالب أو التلميذ بعد هذا العناء الطويل ، بالإضافة إلى أن الفصل يوجد به من 45 إلى50  طالب مما يسبب عبء شديد على المدرس فى الشرح والتواصل مع التلاميذ والطلاب .
التعليم أصبح روتينى
   وتشيرا جينا سمير وزاهية طه مدرستان  إلى إن التعليم أصبح تقليدى وروتيني يعتمد على التلقين والحفظ ،  كما أن المناهج أصبحت مقررة ، وأصبحت الدروس الخصوصية هى الأساس والفقير ضاع فى وسط هذه المشاكل .
ويوضح مجدى كامل موجه تربية فنية إن هناك بعض المواد التى لا تأخذ حقها خاصة المواد التربوية مثل الرسم والموسيقى ، بالإضافة إلى أنه لا توجد حجرة للتربية الفنية فى معظم المدارس بالمحافظة ، والكتب الخارجية تنشط الطالب بسبب تنوع أسئلتها
(المناهج طويلة وأيام الدراسة قليلة )
 ويشير نبيل حكيم مدير مدرسة الحيبة الابتدائية إن المناهج تحتاج لتطوير فهى طويلة وأيام الدراسة قليلة.
وأوضح أحمد مجاهد مدير المدرسة الإعدادية إن التعليم يمر بفترة نقاهة بسبب الأوضاع الحالية ، وأشار إنه يوجد استنكار للنائب العام بسبب عدم التحقيق فى حريق مدرسة الشهيدة ألفت حسين الإعدادية بالحيبة ، كما أنه لم يتم اتخاذ أي قرار فى إعادة ترميمها مما تسبب فى تشريد التلاميذ ، وبسؤال الإدارة قالوا إن المحافظ أصدر قراراً بتوجيه رسالة الطلبة لكلية الهندسة لفحص المبنى ولم نر شيئاً حتى الآن
وأشار إلى أن هناك عجز فى المدرسين خاصة مواد الألعاب والإقتصاد والموسيقى ، وبالنسبة للمناهج فهى مكدسة وخاصة الدراسات ، وغير مقننة ، وكل ما يدرسه الطالب لا يحتاجه فى حياته العملية ، وحفظ الدروس راسخ فى ذهن التلاميذ على إنه ضرورة .
وفى النهاية يبقى سؤال للمسئولين عن سبب الإهمال فى مدارس القرى ، فهل هو المدرسين أم اولياء الأمور أم الاثنان معا ؟!! عليكم إنقاذ الضحية وهم التلاميذ الذين سيدفعون الثمن والتعليم الذى سيصبح بلا جدوى .

هناك تعليق واحد:

  1. صبرنا صبرا شديدا على قيادات الدولة ايمانا منا بالعدالة التي نادت بها ثورة 25 يناير وحفاظا على ممتلكات ومصالح الشعب حيث ان الحكم المحلى هو المنوط به تنفيذ مطالب الشعب واطلق علينا الفاسدين والمرتشين ولكن ايمانا منا بان صبرنا سيؤدى الى نتيجة ايجابية فصبرنا ولكن ظلمنا وظلمنا وظلمنا فلابد من وقفه للعاملين بالوحدات فان العاملين بالوحدات المحلية من ابناء الشعب المصري مثلهم مثل العاملين بكافة مؤسسات الدولة منهم الصالح ومنهم الطالح وننادى بما نادت به ثوره 25 يناير من تطهير مؤسسات الدولة بما فيهم الحكم المحلى من المفسدين والمرتشين وفى ذات الوقت فأن الشرفاء والصالحين بالحكم المحلى لابد وان يتساوى مع العاملين بمؤسسات الدولة طبقا بمبدأ العدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورة وفى ضوء ذلك نشير الى مطالب ائتلاف موظفي وموظفات العاملين بالحكم المحلى بجميع المحافظات والتي تتمثل في الاتي :-
    1- تطهير المؤسسات من الفاسدين من العاملين واعطاء الشرفاء الوضع المناسب لهم .
    2- بحث وضع كل موظف وطبيعة مؤهله العلمي وامكانياته ومهاراته العملية في مكانها الصحيح ( وضع الرجل المناسب في المكان المناسب)
    3- الغاء جميع عقود اللواءات وغيرهم الذين تم عمل عقود لهم بعد المعاش بالديوان العام والوحدات المحلية .
    4- تطهير جميع مديري ادارات الديوان العام ورؤساء الوحدات المحلية ورؤساء الوحدات القروية .
    5- تصعيد الشباب من العاملين بالوحدات المحلية الى تولى المناصب للاستفادة من الفكر الحديث والمهارات الحديثة حتى يؤتى ثمار عمل متطور تتناسب مع الوضع العالمي المتطور ( التكنولوجيا ) .
    6- تحسين العناية الصحية لجميع العاملين .
    7- زيادة الحوافز اسوة بالوزارات الاخرى لتحقيق مبدا العدالة الاجتماعية او وضع حد ادنى للأجور وحد اقصى يحدد هذه العدالة .
    8- معامله الشئون القانونية بالوحدات المحلية معاملة الإدارات القانونية وتبعيتهم لوزارة العدل لعدم التأثير في القرارات المتعلقة بمؤسسات الدولة وللحفاظ على املاك وممتلكات الدولة .
    9- تامين صحى شامل للموظف ولكامل اسرته .
    10- صرف بدل علاج نقدى اسوة بالمؤسسات الاخرى .
    11- صرف مكافاة نهاية خدمه تعادل 180 شهر عند الخروج بالمعاش اسوة بالأوقاف وغيرها من المؤسسات .
    12- انشاء صندوق للعاملين بالوحدات المحلية للصرف منه في المناسبات اسوة بوزارة العدل والمؤسسات الاخرى .
    13- عمل سكن مصايف للعاملين اسوة بالمحاكم يليق بموظفي الحكم المحلى .
    14- انشاء نقابه مستقلة للديوان العام والوحدات المحلية التابعة لها .
    15- الغاء الندب داخل الديوان وعودة جميع المنتدبين لاماكن عملهم والمسكنين الى الديوان في الفترة الأخيرة وذلك للقضاء على الفساد والفاسدين والمحسوبية التي عانى منها الشعب المصري سنوات كثيرة .
    16- زيادة العلاوة الدورية الى 7 % .
    ملحوظة :- في حالة عدم الاستجابة للطلبات سيتم عمل اضراب عام على الرغم من رفضنا له منذ ان قامت الثورة ولكن الواضح والظاهر أن المطالب لا يتم الاستجابة لها الا بعد الاضراب ( سيتم عمل اضراب مفتوح ابتداء من يوم الاحد الموافق 1/4/2012 الى ان يستجاب الى هذه المطالب )
    موظفي ديوان عام المحافظات والعاملين بالوحدات المحلية

    ردحذف